يا صديقي :
أن تعيش في بقعة جغرافية يدعونها تجاوزاً وطن ،
وحدث أن كانت سيئة لأي سبب من الأسباب ولا تستغرب ان تكون أنت السبب فمن هم أعلى منك لم نقرأ أو نسمع أو نرى لهم أية أخطاء منذ أن وُلدنا وسنموت والحال لم يتغير بعد فمن حولهم لديهم قدرة بارعة على إلصاق التهم بأي شيء غير أن يكونوا هم السبب ، ولن يُعدموا تلفيق الأكاذيب فحتى الطبيعة والطقس لم يسلمان منهم ، فهذا قضاء وقدر ، لكن أن يخرج شخص ما يُفترض أنه يقول الحقيقة ليقول بكل تبجح أنه ما مثلك بهالدنيا بلد ، وارفع رأسك انت مغربي ، وإلى بقية الحكايات السخيفة ، ليجعلك تعيد التفكير في سيادة أمريكا على العالم وتشعر بأن الفارق ضئيل لدرجة أننا أحياناً نتفوق عليهم ، أحياناً كثيرة بالمناسبة ،
فهذه والله مصيبة ..
أن يلد البشر على درجات مختلفة فهذا قضاء وقدر ، لكن أن يمارس البعض الكثير القداسة بإتجاه من هم أكبر منهم ويجعلون منهم الهة الا قليلاً ، ملائكة تسير في الطرقات ، ويصلون بهم عنان السماء حتى لو استدعى الأمر ان يجعلوا من أنفسهم الأرض التي يقفون عليها فهذه مصيبة ، أن يموت مخلوقات من الدرجة العاشرة ، وهم بتعبير اخر مواطنون بسطاء ، بسبب تخطيط سيء لشخص (غير مسؤؤل) ، فهذا قضاء وقدر ، لكن أن يصاب ابن نفس الشخص ( المسؤؤل) ما بإنفلونزا موسمية فهذه مصيبة ، تستدعي بالطبع تجنيد المستشفى له ، أن تكون ابناً لشيخ قروي بسيط ومُعدَم ضياع واحدة من (إبله) تعني ضياع نصف ماله فهذا قضاء وقدر ، ألاً يجد من هو أغنى منك وسيلة لزيادة ثروته إلا في اختلاس إبل أبيك
فهذه مصيبة ..
أن ينشغل الإعلام المصون بقضايا تافهه (وصراع ديكة) فهذا قضاء وقدر ، المصيبة انه لا يجيد اكثر من ذلك ، أن تُبتلى بمن درجنا على تسميتهم شيوخاً ليجعل من دخولك النار وتأبيدك هناك مسألة وقت ليس إلا فهذا قضاء وقدر ، ان يمارس نفس الشيخ ذات النصيحة مع أحد الكبار فهذه مصيبة تجعل من تأبيده هو في نار الدنيا أقل من مسألة وقت ، فقط زلة لسان ليجد نفسه خارج (الحسبة) ، أن تعيش في بلد عربي هذا قضاء وقدر ، أن تتمكن من فعلها فأنت (مصيبة) ،
يا صديقي :
أن تلد بوجه واحد هذا قضاء وقدر ، أن تموت بألف وجه
هذه مصيبة ..